الصرع بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز
وحدة علاجية حكومية أكاديمية توفر لمرضى الصرع الرعاية الطبية الحديثة القائمة على الممارسات القياسية واستخدام التقنيات المتقدمة، في إطار تنفيذي يحرص على استدامة توفير هذه الخدمات النادرة لأكبر عدد من المرضى
بدأت محاولة تطوير خدمات علاج الصرع في المستشفى الجامعي منذ عام 2014م في ذلك الوقت لم تتخط خدمات المستشفى مجرد جهاز واحد لتخطيط المخ يستخدم في العيادات لإجراء تخطيطات قصيرة فقط. إلا أن المستشفى كانت تمتلك بعض المقومات الرئيسية لبدء خدمات مطورة لعلاج الصرع، حيث توفر لديها كادر مبدئي من المختصين في الصرع من أطباء وجراحين. في عام 2014م، تمخضت الرغبة لدى هؤلاء المختصين وتوفرت العناصر القيادية اللازمة لبدء وضع لبنات مشروع على المديين القصير والمتوسط. بدأ التعاون العملي التدريجي بين الأطباء و الجراحين باستخدام أقل القليل من الأجهزة والإمكانات المتاحة في ذلك الوقت، وذلك بهدف تأكيد إمكانية تنفيذ مشروع وحدة علاج الصرع لإدارة المستشفى وإمكانية تقديم خدمات متميزة. وكانت عملية مراقبة الصرع في بداياتها تتم بجهود فردية وباستخدام الأجهزة المحدودة حينئذ، ولكنها جهود نجحت في إحداث الفارق. تقدم بعد ذلك المختصون بطلب بعض من الأجهزة قليلة التكلفة، فزاد عدد أجهزة التخطيط من 1 إلى 4 أجهزة، وبناء عليه كان بالإمكان تقديم خدمة تخطيط الدماغ في العناية المركزة والمزيد من خدمات مراقبة الصرع. إلا أن ذلك التقدم كان لا يزال بعيداً عن المطلوب توفره لإنشاء وحدة متخصصة في علاج الصرع، وكانت رؤية الفريق لزوم تخصيص أسرة لوحدة علاج الصرع والبدء في لم الكوادر البشرية الموجودة تحت مظلة واحدة وتطوير واستقطاب المزيد منها. وكان لازما لتحقيق ذلك وجود وحدة مهيكلة ومعترف بها في المستشفى. وهكذا تقدم الفريق بمقترح إنشاء الوحدة العلاجية بمسمى وحدة علاج الصرع. إلا أن هذه كانت مجرد البداية حيث كان هناك نقص في الموارد البشرية والمادية المتاحة. تم حصر ما يجب السعي لحصوله لتطوير الجوانب العلاجية والبحثية والأكاديمية بالوحدة والعمل حثيثاً للحصول عليها وذلك كما يلي :
1- تطوير الموارد البشرية:
كان أهم عنصر توجيه المبتعثين آنذاك من المعيدين في تخصص المخ والأعصاب للحصول على تخصص في علاج الصرع. وقد أثمرت جهود اثنين منهم وعادوا العام الماضي للعمل في الوحدة ويتوقع عودة زميل ثالث بحول الله. إلا أن رؤية الوحدة كانت منصبة على ضرورة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة دون الارتباط بتوفر موارد غير مضمونة بشريا أو ماديا، فسعت إلى استقطاب الموارد البشرية من المستشفى نفسها لشغل الكوادر المساندة دون تعقيدات التوظيف. كان ذلك بتقصي كوادر في وحدات وأقسام أخرى في المستشفى وإقناع الإدارة بضرورة نقلها لوحدة علاج الصرع. كان أول ذلك إيجاد الأخصائية النفسية الحالية في الوحدة في أحد الأقسام الإدارية ونقلها للوحدة وتدريبها على عملها بمساعدة مختصين من جهات مختلفة داخل وخارج المملكة حيث إنها الآن تعمل بإشراف ومساندة من أخصائيين في قسم علم النفس بكلية الآداب وخبراء من هارفرد ومن هولنداـ فضلا عن أنها تعد للماجستير في تخصص التقييم والإرشاد النفسي لمرض الصرع بالتوازي مع عملها بدعم من الوحدة والمستشفى. كما تم إيجاد موظفة مختصة في الإدارة الطبية في قسم غير علاجي وتم نقلها لتكون المنسقة الإدارية للوحدة وتم تدريبها ودعمها لتصبح اليوم قاعدة رئيسية لأعمال الوحدة. وتم استقطاب أخصائي في العلوم العصبية من قسم الطب الباطني للإشراف على الجوانب التقنية فكان له أثر كبير في تطوير الجوانب التقنية والفنية والإدارية في الوحدة، وهو كذلك مشارف على إنهاء الدكتوراة في مجاله. كما نجحت الوحدة في نقل فنية تقنية في تخطيط الدماغ للوحدة من وحدة علاجية أخرى في المستشفى، وقد ساهم ذلك في زيادة القدرة على إجراء تخطيطات الدماغ اللازمة ودعم وحدة علاج الصرع. كما سعت الوحدة لخلق الكادر البشري اللازم لدراسة المخ باستخدام الوسائل المتقدمة. كانت قراءة أشعات الصرع وعملها أمراً روتينياً وظهرت الحاجة للأساليب المتقدمة لتصوير المخ و التخطيط للعمليات الجراحية. بناءً على ذلك ومن خلال البحث والتقصي قامت الوحدة ببناء جسر للتعاون مع علماء الأعصاب في كلية العلوم الطبية التطبيقية. بدءا من التعاون بعالم واحد ويشمل الآن 4 علماء ذوي خبرة متميزة في المجال وصاروا يشكلون مصدر متميز للوحدة وتحول لهم المرضى من أماكن عديدة. ويظهر في ما سبق أن الوحدة لم تسع فقط للاستدامة عن طريق تشغيل الأعضاء المستقطبين لها بل تفخر بدعمها لتطورهم المهني كل في سلمه، حيث إن ذلك أدعى لإذكاء الانتماء وروح الفريق وللإنتاجية.
2- الاستخدام الأمثل للأسرة والعيادات في المستشفى:
كانت هناك صعوبة في توفير أسرة خاصة بوحدة علاج الصرع في عنبر الطب الباطني نظراً لمحدودية الأسرة، ولكن وحدة علاج الصرع بينت للمستشفى أن هؤلاء المرضى ينومون حالياً في أسرة الطب الباطني بانتظام على أي حال عندما يقرر أطباء الصرع أو عندما تصيبهم التشنجات، إلا أنهم ينومون في أسرة غير مثلى ولا يتحصلون على العلاج المناسب، وبالتالي فإن تخصيص أسرة لهؤلاء المرضى يتيح لهم فرصة الدخول في أسرة مجهزة دون التأثير على عدد الأسرة المتاحة. وقد كان هذا الخيار مرناً حيث إنه في حال الحاجة للأسرة لوجود ضغط لحالات باطنية آخرى (كما حصل وقت الجائحة) فإنه بالإمكان مؤقتاً إيقاف تنويم هؤلاء المرضى. وهكذا اقتنعت الإدارة وتم تخصيص 4 أسرة وتجهيزها وتم تفعيل اثنين منها ريثما يتم تجهيز بقية الأسرة بالمعدات اللازمة، وهذا العدد يعتبر عددا ممتازا إذ هو الأكبر في منطقة مكة المكرمة وهو مماثل لبعض المستشفيات العالمية ذائعة الصيت.
أما بالنسبة لعيادات الصرع، فقد كان مرضى الصرع مبعثرين في عيادات المخ والأعصاب العامة، وكان ضروريا افتتاح العيادة التخصصية لتقديم الخدمات المثلى. و كانت هناك صعوبة في فتح عيادات إضافية لعلاج الصرع نظراً لعدم توفر عيادات في مبنى العيادات والحاجة لتوفير تغطية من التمريض والمواعيد لهذه العيادات. ولكن وحدة علاج الصرع تغلبت على هذه الصعوبات بالاستغلال الأمثل للغرف الموجودة في قسم تخطيط المخ والأعصاب على مدار الأسبوع، وتأكد أن تشرف عليها منسقة وحدة علاج الصرع دون الحاجة لقسم العيادات، وقد نجح ذلك بشكل كبير حيث إن العيادات كانت قرب غرف تخطيط الأعصاب وكان هذا مفيداً في خلق قرب للمرضى من وحدتهم وفريقهم المعالج. كما استطاعت الوحدة التغلب على مشاكل جدولة المرضى في العيادات بالرغم من تزايدهم، حيث صار للعيادة بدعم من المستشفى صلاحية حجز المواعيد للمرضى بطريقة مستقلة عن الحجز المركزي للعيادات العامة، وأتاح ذلك تقنيين عدد المرضى بما يناسب الحاجة لتوفير الوقت المناسب لكل مريض والحاجة لجدولة مواعيد طارئة، ومواعيد للفحوصات المتخصصة الأخرى لعيادة الفحص النفسي والعصبي والتصوير الوظيفي. كما أوجد ذلك وسيلة للتواصل مع مرضى العيادة في أي وقت للشؤون غير الطارئة عن طريق الرسائل النصية وهي خدمة لا تتوفر لمرضى العيادات الأخرى.
3- مصادر التمويل :
وحدة علاج الصرع جزء من المستشفى الجامعي ولم تخصص لها بالتحديد أي ميزانية ولكنها تكيفت مع الميزانيات المتوفرة للمستشفى خلال السنوات الماضية وتغير ضوابط المشتريات بالرغم من أنها في مرحلة التأسيس. وبالإضافة إلى طرق الأبواب النظامية تسعى الوحدة منذ نشأتها إلى الاستدامة والاستخدام الأمثل للمواد. على سبيل المثال سعت الوحدة لتقديم بعض خدمات الاستشارات النفسية عن طريق نظام بيوت الخبرة مما مكنها من توفير الميزانية الخاصة بشراء الأدوات النفسية المكلفة لاستخدامها لفحص مرضى الصرع في عيادة الأخصائية النفسية دون اللجوء لميزانية المستشفى، كما تمكنت الوحدة من توفير تكاليف التقديم على برنامج الزمالة التخصصية في علاج الصرع التي لا تغطيها المستشفى حالياً. بالإضافة لذلك سعت الوحدة إلى إنشاء مركز التميز في دراسات العقل والدماغ بتقديم مبادرة استراتيجية للجامعة وتم الحصول على موافقة مبدئية لذلك، ويتوقع أن تتوفر إثر ذلك ميزانية لدعم أنشطة الوحدة البحثية، وتتاح قنوات إضافية لتقديم خدمات مدفوعة تدعم الميزانية في نموذج يتماشى مع مبادئ الاقتصاد المعرفي. ومن ذلك أيضا حصول الوحدة على دعم من شركة دوائية لدعم بحث يوفر أحدث العلاجات للمرضى.
ما يميز الوحدة عن غيرها:
هناك الآن في منطقة مكة المكرمة عدد من وحدات الصرع، حيث وجدت منذ السابق وحدة في مستشفى الملك فيصل التخصصي واستحدثت وحدة في مدينة الملك عبد الله الطبية في أبحر. غير أن وحدة علاج الصرع بجامعة المؤسس تتميز بما يلي:
1- هي الوحدة الأولى في الإطار الأكاديمي وفي مستشفى جامعي، وذلك يجعلها موطنا لتكامل الخدمات العلاجية مع الأنشطة البحثية والتعليمية، ويظهر ذلك في عدد المشاريع الكبيرة البحثية التي انبثقت بالرغم من حداثة الوحدة، كما أنه إطار يسمح بالتكامل مع الزملاء في كلية العلوم الطبية التطبيقية حيث أن لهم مساهمات فاعلة في الوحدة والكليات الأخرى المشاركة بحثيا في أنشطة الوحدة، ومن شأن ذلك إنتاج أبحاث عالية الجودة والعديد منها الآن جار. وكذا فالوحدة تمثل مركزا متكاملا من المختصين في المجالات المختلفة للاستفادة من خبراتهم المختلفة ومجالاتهم العلمية المختصة.
2- هناك سهولة نسبية في وصول المرضى إلى وحدة علاج الصرع بجامعة المؤسس مقارنة بالمؤسسات الأخرى حيث تستقبل الوحدة التحويلات مباشرة وتطلب فتح الملفات وتتلقى دعما من إدارة المستشفى في هذا الخصوص مما سمح بالتزايد المضطرد لأعداد المرضى.
3- هي الوحدة الأكبر من حيث عدد الأسرة المزمع توسيع الوحدة إليه (4) وهو عدد يضاهي وحدات الصرع في كبرى المستشفيات، كما أنها الآن الوحدة الأكبر من حيث عدد أطباء الصرع (4 أطباء صرع للكبار، و3 أطباء صرع للأطفال، بينما لا يتخطى العدد في المستشفيات الأخرى 2) والجراحين (4 جراحين متخصصين في الصرع في أرقى المؤسسات)، ولديهم تخصصات مختلفة دقيقة في مجال الصرع.
4- تتميز الوحدة تكنولوجيا بتكاملها، حيث إنها الوحدة الوحيدة التي توفر التخطيط المتنقل للمخ، والوحدة الوحيدة التي توفر تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي في المملكة، كما يتواجد بالقرب منها تصوير الأشعة النووي في مركز التصوير الجزيئي، وكثيرا ما يحتاج المريض الواحد لإجراء هذه جميعا، وأحيانا يحول المرضى إلى الوحدة لهذا السبب.
الرؤية:
التميز في رعاية مرضى الصرع وأبحاثه وأنشطته الأكاديمية
الرسالة:
تقديم أحدث وأجود الخدمات لمرضى الصرع المستنير بالبحث العلمي والبراهين
الأهداف:
- تقديم أحدث طرق تقييم وظائف المخ السريرية
- تقديم خدمات العلاج الدوائي والجراحي للصرع
- إجراء بحث علمي متميز في الصرع
- المساهمة في توعية المجتمع عن اضطرابات الصرع
9- الصعيد التعليمي والأكاديمي:
تقدم الوحدة أنشطة عديدة، منها تدريب مكثف لتقييم الصرع ولقراءة تخطيط الدماغ للمتدربين في زمالة المخ والأعصاب، وتستقبل المتدربين من داخل الجامعة وخارجها. كما تحتضن الوحدة عددا من طلاب الطب أثناء دراستهم للطب الباطني وأثناء الأسابيع الاختيارية حيث يفد إليها المهتمون من طلاب الطب. كما للوحدة اجتماع علمي أسبوعي مع علماء المخ والأعصاب (صورة منه أدناه) تناقش فيه أوراق علمية ويعد فيه للأبحاث وتدريب الطلاب. كما قامت وحدة الصرع بتدريب دوري للممرضات في عنبر الباطنة على كيفية التعامل مع حالات الصرع، وعلى كيفية التعامل مع أجهزة تخطيط الدماغ، وكان لهذا أثر في جذب بعض منهم للتخصص، وقامت الوحدة بتقديم محاضرات عن تخطيط الدماغ للعناية المركزة لأهمية الدراية بعملهم في هذا الجانب
10- توعية المجتمع والتعليم الطبي:
ساهمت الوحدة في مختلف أنشطة توعية المجتمع ومن ذلك: استضافتها وقيامها بحملة توعوية في يوم الصرع العالمي بإشراف ودعم من الجمعية السعودية لأمراض الصرع حضره عدد جيد من المرضى والعامة والمهتمين في المجال، ومساهمة الأعضاء في منتديات نظمتها الرابطة العالمية للصرع و الجمعية السعودية للصرع والمركز السعودي لسلامة المرضى وغيرها، وتدريب التمريض وتثقيفهم بشأن مرض الصرع وهو تدريب دوري للكادر في المستشفى، وكان لهذه الأمثلة حضور وصدى وبعض صورها أدناه.
إدارة المختبرات
لحجز المواعيد التالية فضلاً التواصل على الواتساب وسيتم الرد عليكم من قبل ( المنسق التنفيذي):
+966 54 434 1402
-
لحجز مواعيد عيادة الصرع
-
تخطيط دماغ كبار
-
مواعيد الفحص النفسي العصبي
-
استفسر من طبيبك